عرض – مصحف
إطلاق أول قرآن إلكتروني تفاعلي في مسقط:
تم مؤخرا إطلاق أول قرآن إلكتروني تفاعلي في مسقط عاصمة سلطنة عمان، وأُطلق عليه اسم مصحف مسقط الإلكتروني. يتميز هذا العمل الالكتروني بمزايا فريدة من نوعه بالإضافة إلى أسلوب طباعة استثنائي. وقد عملت مجموعة من علماء جامعة الأزهر المصرية الشهيرة بالتعاون مع أخصائيين أوروبيين لمدة ثلاث سنوات من أجل تلبية حاجات المسلمين في جميع أنحاء العالم حتى يتمكنوا من استخدام هذا القرآن خاليا من الأخطاء.
مزج مصحف مسقط الإلكتروني بين الجمال والإمكانيات الوظيفية مما يسمح بالحفاظ على التقاليد المطبعية الغنية للخط العربي عن طريق تسخير القدرات القياسية لشبكة الانترنت. فاستخدام تقنية الترميز الموحد (يونيكود) وتقنيات الانترنت يوفر للمستخدم ميزات وظيفية مفيدة، مما يتيح الحفاظ على التقاليد المطبعية الغنية للخط العربي. ويعتبر ذلك مبادرة مفيدة جدا لعشاق اللغة العربية وللمعلمين والباحثين والطلاب، بهدف الحفاظ على اللغة العربية وفتح الباب للتفكير والتأمل في القرآن.
“لقد تمكن القادة العُمانيون من التوفيق بين جانبين مختلفين من جوانب الثقافة العالمية: رمز الحضارة الإسلامية والتكنولوجيا العالية، وذلك من دون المساس بالنص بأي شكل من الأشكال، والآن يقدَّم القرآن في شكله الرقمي بأسلوب رائع باستخدام تقنية الترميز الموحد”.
تهدف تقنية الترميز الموحّد إلى توفير إمكانية دخول كافة لغات العالم إلى أجهزة الكمبيوتر بما يسمح للناس بالتواصل فيما بينهم في كافة أنحاء المعمورة، بغض النظر عن اللغة التي يتكلمونها، مع الحفاظ بنفس الوقت على القدرة على فهم التراث اللغوي الحيوي. “بفضل هذه التكنولوجيا، يمكن لأي شخص الاطلاع على النصوص والبحث عنها في كافة أنحاء العالم وبواسطة أي جهاز، بحيث لا يحتاج المستخدمون إلى تحميل أو تثبيت خطوط جديدة ليصبح النص في متناول يدهم. ويقول الدكتور مارك ديفيس، رئيس وأحد مؤسسي تقنية الترميز الموحد، عند تقديم مصحف مسقط الإلكتروني النص “يمكن للمستخدم النسخ، والبحث، وإخراج النص بشكل ديناميكي، مما يسمح للناس باستكشاف تنوع ومرونة الخط العربي القديم”.
“تسمح الوزارة العُمانية مع هذه الانطلاقة بتشجيع نشر النصوص العربية عالية المستوى على شبكة الانترنت. وعلى الرغم من إمكانية توجهه في المقام الأول إلى المسلمين والجامعيين فإن قدرته على التفاعل تدعو العالم بأجمعه إلى التمتع بجمال الخط العربي”.
يؤكد رئيس تقنية الترميز الموحد والشريك فيها أن هذه الواجهة الفريدة تثري العالم الرقمي بجانب من جوانب الثقافة الإسلامية التي لم تكن مرئية أبدا ولم يكن من الممكن الوصول إليها كما هو الحال عليه الآن، فهي تفتح آفاقا جديدة ليس فقط للقرآن، بل أيضا للغة العربية الحديثة، ويحتمل ان تستفيد منها أيضا لغات وكتابات أخرى تكتب بتقنية الترميز الموحّد.
إن تخطيط وتصميم مصحف مسقط هو أيضا تكريم لسلطنة عُمان التي تعتبر انعكاساً ثقافياً للحضارة العربية. حيث يؤكد النشر الإلكتروني للقرآن، الذي دعمه بشكل سخي الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الله السالمي وزير الشؤون الدينية في سلطنة عمان, أيضاً على دور السلطنة في تطوير النشر القرآني إلكترونيا مع التوفيق بين تقاليد الخط في الحضارة الإسلامية والتكنولوجيا المعاصرة.